اللا عب الأسطورة
تألق هذا الشبح سنوات فوق البساط الأخضر في القارة العجوز، و تمكن في ظرف قصير من أسر عقول الجماهير المتعطشة لمهارات أوروبية خالصة بعدما ملوا من سماع أخبار نجوم الكرة في أمريكا الجنوبية و التي تفوقت عليهم منذ بدء اللعبة و كأس العالم لأول مرة عام 1930م، إنه من دفع ثمنا باهضا فقط ليرضي أنصار الكرة الساحرة، عندما انطفأ سحر بيليه أتى مارادونا و بعده رونالدو و رونالدينو و زيكو الرائع لكن أوروبا لم تحب أن تبقى دائما على الهامش في مواهب اللعبة الأكثر شعبية حول العالم، لم تتقبّل أن تدعم من يرسل لها من هناك من أمريكا، هل هي سوق لللاعبين الأرجنتينيين و البرازيليين؟ قال بعض الناس كفانا و صنعوا نجوما كستانلي ماثيوز و غيرهم، لكن ماذا الآن بعدهم؟ هل زال نجوم الكرة من أوروبا؟ كلا! الآن برز كلينسمان ليعلن التمرد و سطوع نجمه فوق الفرق و النوادي، اختار أن يحفر اسمه بحروف ذهبية لجانب العظام الآخرين من الكرة الأرضية...
ولد نجمنا المذهل في 30 جويلية تموز عام 1964م في غوبنغن بألمانيا الغربية آنذاك، و تربى تربية كروية منذ صغره، كان يعشقها إلى درجة لا تصدق لفتى في مثل عمره المبكر، قام باللعب في أندية محلية و عمره لم يتجاوز الثمانية أعوام، فضل يورغن الصغير أن يلعب كحارس مرمى في أكثر من مباراة، فكان يتلقى الفنيات و يخزنها في ذاكرته و بات من السهل ملاحظة انه طفل ليس كأقرانه ممن يمارسون كرة القدم فقط للمتعة، كان يورغن كلينسمان يتنفس الكرة فالتحق بنادي شتوتغارت كيكرز عام 1981م و عمره لم يتجاوز السبعة عشر عاما، خلال مشاركته في البوندس ليغا للأعوام الثلاثة التالية شارك في 61 مباراة و سجل لوحده 22 هدفا، من هنا ظهر أنه أكبر من أن يبقى مجهولا للعلن، فقد ميزه الجمهور انفراديا بفنياته و مهاراته الكبيرة. حقق خلال خمسة مواسم للبوندس ليغا ما يزيد عن 79 هدفا في 156 مقابلة محلية، أثار إعجاب المدرب الوطني الألماني آنذاك السيد فرانز بكنباور، فاستدعاه و عرض عليه اللعب في المنتخب الوطني فوافق دون تردد و بدأ تحقيق شهرته. اختير عام 1988م كهداف البوندس ليغا الألمانية، فبدأت أطماع النوادي الأوروبية الكبرى بضمه تظهر و تنمو. التحق بالإنتر ميلانو بعدها و لعب فيه لجانب أندرياس بريهم و لوثار ماثيوس، و قد شهد الدوري الإيطالي وقتها انضمام مشاهير الكرة العالمية إليه و اللعب في نواديه أمثال الهولنديين فان باستن و غوليت، و الأرجنتيني دييغو مارادونا. بوجود يورغن كلينسمان تحصلت الإنتر ميلانو على كأس رابطة أبطال أوروبا لعام 1991م، و قبل هذا حازت ألمانيا تحت قيادته كأس العالم لعام 1990م بفضل قوته و مهارته الفائقة. اختير كلاعب السنة عام 1992 في بلده ألمانيا نظرا لسطوع نجمه و تفوقه المبهر على جميع لاعبي زمانه.
التحق بنادي توتنهام هوتسبور عام 1994م و سجل معه 20 هدفا في الموسم ذاك رغم عدم تقبل البريطانيين له لأسباب تبقى غير مقنعة، فقد تم نبذه بداية لكن المناصرين سرعان ما تعودوا عليهم و ألفوا شخصيته المرحة و الفنانة، فدعوه "كلينزي" اختصارا لكلينسمان و أحبوه و ازدهر نادي توتنهام بسرعة كما عين كهداف البريمر ليغ ببريطانيا للموسم.
عاد لألمانيا عام 1996م و لعب في بايرن ميونيخ و حاز معه على كأس رابطة أبطال القارة ثم بعدها بسنة واحدة تحصل الفريق بفضل مهارات كلينسمان على كأس البوندس ليغا الألماني.
في جانفي كانون الثاني 2008م، صار مدربا للبايرن ميونخ لكنه الانهزامات المتكررة و الانحطاط الذي أحاط بالفريق دفعه للاستقالة بعد موسم واحد لم يكسب فيه شيئا لا في البوندس ليغا و لا في كأس رابطة الأبطال الأوروبية، ظن الكثيرون أن النجم قد أفل أو أنه قد هرم و تقدم في العمر، لكن أسباب أخرى لا نعلمها ربما كانت وراء فشله في التدريب.
رغم كل هذا يبقى يورغن كلينسمان أحسن لاعب أوروبي لعقد كامل 1988/1998م، لا ينافسه أحد في هذا اللقب مطلقا، أثبت خلاله أنه نجم لا يأفل و لاعب من الدرجة الأولى كاشفا عن مهارات و ثاقبا الشباك أينما حل و لعب مما دفع الجماهير لتسميته بالهداف الأشقر! و نحن نؤكد و نقول أن كل لاعب لا بد له و أن يعتزل يوما و تنقص مهارته لكنه بعد كل ما سجل و تفنن يبقى في ذاكرتنا و لا يزول...فتحية ليورغن كلينسمان...
لحسن لطفي
للمراسلة الشخصية:
....................................................................................................................................................................
في رزانة العقول
احكم بالعقل فإنما العقول تاج فوق رؤوس الرجالِ
ألا ليت الله يمن على ناس لا عقل لهم كالمعدن البالِ
اسع و تحكم لسيد الأحكام من لا يحكم عقله هو متعالي
فلا تركب الموج ميادا بك و اصبر لتخمد النار في الحبل
اللبيب بالإشارة يفهم طوعا و البليد يفجر رأسه من الهبل
اسلك سبيل الوجع مرارته تفيدك و تغنيك عن أكل حنظل
مقياس الحديث و الصمت أوحد لا يسود دون الأول عال
ارق لمنصب الزعامة فقط إذا القوم رضوا بحكمك أعجل
و استبين النور من العتمة و لا تكن مثال الغبي الأعطل

ألا ليت الله يمن على ناس لا عقل لهم كالمعدن البالِ
اسع و تحكم لسيد الأحكام من لا يحكم عقله هو متعالي
فلا تركب الموج ميادا بك و اصبر لتخمد النار في الحبل
اللبيب بالإشارة يفهم طوعا و البليد يفجر رأسه من الهبل
اسلك سبيل الوجع مرارته تفيدك و تغنيك عن أكل حنظل
مقياس الحديث و الصمت أوحد لا يسود دون الأول عال
ارق لمنصب الزعامة فقط إذا القوم رضوا بحكمك أعجل
و استبين النور من العتمة و لا تكن مثال الغبي الأعطل